the silent lover

 

مرحبا بك اخى الزائر فى (منتدى العاشق الصامت ) نتمنى لم مشاركة طيبة تفيد منها وتستفيد فى موقعنا المميز ولا تنسى الاقـــــصى


[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
الميتافيزيقيا وعلاقتها بالواقع 2
thesilentlover1التاريخ: الأربعاء, 2011-04-06, 2:03 AM | رسالة # 1
القائد العام
مجموعة: المدراء
رسائل: 312
جوائز: 0
حالة: Offline
منذ بداية التفلسف اليوناني وحتى ذلك الوقت لم تعرف الميتافيزيقا كمصطلح، لكنها وجدت دون أن تسمى، إنها الفلسفة باختصار، والتي لم تكن عند اليونان أكثر من التفكير في الوجود اعتمادا على منهج عقلي تأملي، ينبذ الأسطورة شيئا فشيئا ليحل محلها التفكير السببي الذي يربط بين الأسباب والنتائج (العلل والمعلولات) داخل دائرة الوجود ذاته، بعد أن كانت منفصلة عن بعضها في الفكر الأسطوري، حيث كانت الآلهة في العالم العلوي خالدة ومنعمة، في مكان بعيد عن الأرض التي خُلق فيها الإنسان من دم الإله المذنب حاملا خطيئته منه ومكلفا بالعمل لأجل راحة بقية الآلهة. ومع أن الثقافة اليونانية لم تخل من الأسطورة تماما، إلا أنها وحّدت بين العالمين وقرّبت بين الآلهة والبشر، فصارت الآلهة تسكن قريبا هناك في أعلى الأولمب، هي مثل البشر تماما وعلى صورتهم، غير أنها خالدة أما هم ففانون.

لم يكن الخلود هو الصفة الوحيدة التي فرقت بين البشر والآلهة، هناك الحكمة أيضا، التي اختصت بها الآلهة فقط دون البشر الذين لم يكونوا قادرين على امتلاكها، لكنهم محبّون لها، وهذا الحبّ "فيلو" للحكمة "صوفيا" هو الفلسفة. إنها أقصى طاقة الإنسان أمام الحقيقة وهو غير قادر على امتلاكها، لكنه دائم السعي لها، معتقدا أن لا حقيقة بين يديه يمكن أن تكون مطلقة أو نهائية. بالإضافة إلى أن كلمة "فيلو" لا تعني الحبّ فقط، بل التماهي والتماثل والتطابق مع المحبوب، وهو جهد الإنسان في أن يختار حياته وسلوكه بمقتضى الحكمة ووفقا لها، لا على ما هي عليه، بل على قدر ما يستطع هو منها.

بالإضافة إلى التصور السببي للوجود أوّلا، والتصور النسبيّ لعلاقة الإنسان بالحقيقة ثانيا، هناك مسألة قدم العالم وامتناع الخلق من عدم ثالثا، نجدها في التصوّر الأنطولوجي للمبدأ الأول كما ظهر عند الفلاسفة الأوائل، كالماء البسيط لدى طاليس، أو ذرّات ديموقريطس التي لا تقبل القسمة، …إلخ، وصولا إلى الله أو العلّة الأولى عند أرسطو. لتكون هذه المسائل الثلاث أهم قضايا الميتافيزيقا التي شغلت اليونان. وتكاد تكون المسألة الثالثة "قدم العالم" هي الكلمة النهائية التي صدرت عن العقل اليوناني، فمنذ أن صرح برمنيدس أن "الوجود موجود واللاوجود غير موجود"، بقيت فلسفة الإغريق كلها تدور في فلك هذه العبارة.

طيلة تاريخ التفلسف اليوناني لم تكن الميتافيزيقا منفصلة عن الفلسفة، لأن كل المذاهب الفلسفية وكل أعمال الفلاسفة لم تخرج عن فكرة الانتقال من المحسوس إلى المعقول، ولقد كان جوهر عملية الانتقال هذه هو إيجاد الحلول للمشكلات التي اعترضت التفكير اليوناني، وقد استطاعت في عصرها أن تحل المشكلات التي وجدت لحلها، وأن تسد الثغرات وتصل الانقطاعات التي عانى منها العقل في تمثل الوجود معرفة آنذاك. أما الآن، فأيّا كان موقفنا من ميتافيزيقا اليونان، فهو موقف من تاريخ الفلسفة وطبيعة التفلسف لا يصلح أن يكون موقفا معاصرا من الوجود، ولا يمكن تمثله لحل المشكلات الفلسفية التي تطرح نفسها على الوعي المعاصر، فنحن دائما أمام مشكلات جديدة، ولدينا لأجلها فلسفات جديدة، وفي كلّ فلسفة من هذه الفلسفات لدينا ميتافيزيقا تتمثل المحسوس والجزئي والعيني ضمن نسق فكري ينظم داخله المعقول والكلي والمجرد.

تناول أرسطو في كتابه "الطبيعة" أو "الفيزيقا" دراسة الموجودات وأشكالها وأصنافها وطبائعها وحالات تعين وجودها وحركتها في الزمان والمكان، وبعد أن فرغ منها عمل في تصنيف لاحق على البحث في العلة الأولى والمبادئ العامة والأساسية للموجودات بالكلية بعد أن ناقش جزئياتها في ما سبقه، ولم يحدث أن وضع اسما للكتاب الجديد الذي تفلسف فيه حول هذه القضايا والموضوعات، فاختار له عنوانا مؤقتا هو "ميتا – فيزيقا" والذي لا يعني أكثر من أنه الكتاب الذي يلي كتاب الطبيعة أو الفيزيقا، ولأن البحث فيه لم يكن سوى البحث في القواعد والمبادئ العامة للطبيعة "أو الوجود"، فقد وافق هذا أن يعني أيضا لدى أحد تلاميذه المتأخرين البحث فيما وراء الطبيعة، فأبقى على هذا الاسم المؤقت.

من هنا، فإن تعريف الميتافيزيقا بأنّها علم ما وراء الطبيعة وأنّ موضوعها كعلم هو الفلسفة الأولى، هو تعريف لا يصحّ إلا على ميتافيزيقا أرسطو، وربما ضمن أعمال تلامذته والأرسطيين من بعده، أما أن تصبح كل ميتافيزيقا هي ما وراء الطبيعة فهذا يعني أن كل ملك لا بد أن يكون لويس، ولويس لا غير.


 
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

Copyright MyCorp © 2025