the silent lover

 

مرحبا بك اخى الزائر فى (منتدى العاشق الصامت ) نتمنى لم مشاركة طيبة تفيد منها وتستفيد فى موقعنا المميز ولا تنسى الاقـــــصى


[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
مقاييس نقد المعنى
thesilentlover1التاريخ: الثلاثاء, 2012-03-27, 0:53 AM | رسالة # 1
القائد العام
مجموعة: المدراء
رسائل: 312
جوائز: 0
حالة: Offline
: مقياس الصحة والخطأ
أول ما يطلب في المعني أن يكون صحيحاً - لا خطأ فيه من ناحية واقع الحياة ، أو واقع التاريخ . أو معني اللغة .
1- ولهذا عيب على أبي القاسم الشابي قوله مخاطباً المستعمر :

ورويت بالدم قلب التراب
وأشربته الدمع حتى ثمل
ففي ذلك خطأ علمي - لأن التراب لا يشرب الدم - بل إن الدم يتجلط على سطح التراب .
2- وعيب على أبي نواس وصفة عيون الأسد بالجحوظ :

كأنما عينيه إذا نظرت
بارزة الجفن عين مخنوق
لأن عيون الأسد غائرة وليست جاحظة
3- وعيب على زهير مخالفة التاريخ في قوله :

فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم
كأحمر عاد ، ثم تنتج فتنطم
لأن الصواب هو أحمر ثمود ، الذي أقدم على عقر الناقة والتي جاءت في قوله تعالي ( فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها فعقروها - فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقباها ) .
4- ومن مخالفة واقع اللغة ما عيب على البحتري في قوله :

تشق عليه الريح كل عشية
جيوب الغمام بين بكر وأيم
فقد ظن البحتري أن الأيم هي من ليست بكرا - ولكن الصواب أن الأيم هي التي لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا .
5- وعيب على شوقي قوله :

فاصبر على نعمي الحياة وبؤسها
نعمي الحياة وبؤسها سيان
معروف وجوب الصبر على البؤس - لكن ليس هناك صبر على النعمة لأنها مطلب دائم

ثانيا : مقياس الجدة والابتكار وحسن التعليل :
ترتقي المعاني الشعرية وتعلو قيمتها الفنية إذا كانت جديدة مبتكرة ، حتى لو تناولت معني عاما ، المهم أن الشاعر يصور هذا المعني تصويرا جديداً لم يسبق إليه - وهذا ما سبق من ( المعاني الخاصة ) فالمعاني مطروحة في الطريق ، يأخذ كل شاعر ما يريد - لكن المفاضلة هي أن يجئ المعني في صورة مبتكرة تثير السامعين ، من ذلك وصف الكريم بالبحر .. شاع ذلك وانتشر كثيرا .
لكن أبا تمام أخذ هذا المعني وعبر عنه في صورة كلامية جميلة جعلته يفضل على كل من قال في هذا المعني قال :

هو البحر من أي النواحي أتيته
فلجته المعروف والجود ساحله
تعود بسط الكف حتى لو أنه
ثناها لقبض لم تجبه أنامله
ولو لم يكن في كفه غير روحه
لجاد بها ، فليتق الله سائله
تصوير لكرم الممدوح بالبحر لكن بطريقة جديدة مبتكرة ، جعلته يتقدم كل من استخدموا البحر في هذا الوصف .
ومن ذلك ما قاله شوقي لبطل حمل الأثقال يؤكد أن هناك أشياء أثقل من الحديد مهما كان ثقله قال له شوقي :

أحملت دينا في حياتك مرة
أحملت يوماً في الضلوع غليلا ؟
أحملت ظلما من قريب غادر
أو كاشح بالأمس كان خليلاً ؟
أحملت طغيان اللئيم إذا اغتني
أو نال من جاه الأمور قليلاً ؟
تلك الحياة وهذه أثقالها
وزن الحديد بها فصار ضئيلا .
هاتان المجموعتان لأبي تمام وشوقي يصوران الجدة في تناول المعاني - وصوغ المعاني العامة صياغة طريق مبتكرة

أما الابتكار : فهو أن يأتي الشاعر بمعني لم يسبق إليه ، وينسب إليه وحده .... وهذا أمر صعب في كثير من الأحيان ، لكن الشاعر الموهوب هو الذي يضيف إلي رصيد المعاني من المعاني المبتكرة ما يثري هذا التراث - وهذا الذي يسمي الشاعر الأصيل - ولقد كان المتنبي من أكثر الشعراء أصالة وابتكار للمعاني . قال مفتخراً :

وإني لمن قوم كأن نفوسهم
بها أنف أن تسكن اللحم والعظما
ومن أصحاب المعاني المبتكرة
جميل بثنية حين قال :
أقلب طرفي في السماء ، لعله
يوافق يوماً طرفها حين تنظر
ومالك بن الريب التميمي في قوله :

العبد يقرع بالعصا
والحر يكفيه الوعيد
والمرقش الأصغر حين قال :

فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره
ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
وقول زهير يمدح ابن فزاره :

تراه إذا ما جئته متهللا
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ويدخل في مجال الجدة والابتكار للمعاني حسن تعليلها ، فقد يورد الشاعر المعني ، أو يذكر صفة ويعللها تعليلاً معروفاً ، فهذا لاجدة ولا طرافة فيه - وقد يذكر الشاعر تعليلاً غريباً مثيراً لمعني من المعاني - فيه من العبقرية والذكاء ما يثير الإعجاب بهذا التعليل .
إن الشاعر قد يذكر صفة ويعللها تعليلاً لطيفا ، ويذكر لها سببا غير حقيقي . ومن ذلك :
قول المتنبي :

لم يحك نائلك السحاب وإنما
حمت به فصبيبها الرخصاء
السحاب لا يمطر تشبها بالممدوح ( لأنه لا يصل إلي مثل جود الممدوح ) ولكن هذا المطر هو من أثر الحمي الذي اشتدت على السحاب فهو يقطر عرقا .
وقول المتنبي في كثرة حروب سيف الدولة - وأنه لا يفعل ذلك حبا في للقتل ولكن للوفاء بوعده مع الطيور والحيوانات أن يطعمها لحمأً من قتلي أعدائه :

ما به قتل أعاديه ، ولكن
يتقي إخلاق ما ترجو الذئاب
وقول المتنبي أيضا :

لعل عتبك محمود عواقبه
فربما صحت الأجسام بالعلل
وقول أبي تمام يبين أن احتجاب الممدوح ليس أمرا سيئا - ولكن مدعاة للتفاؤل كالسماء حين تحتجب يكون ذلك بشارة خير بنزول المطر :

ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا
إن السماء ترجي حين تحتجب
ثالثا : مقياس العمق والسطحية :
لا بد أولا ً أن نقف عند الفرق بين المعني العميق ، والمعني الغامض، وبين الوضوح والسطحية .
المعني العميق هو المعني الذي يشعرك بكم كبيرمن المعاني التي يحتويها .. حتى أنك لتري فيه أكثر من معني ، وتشعر بأن فيه أكثر من خاطرة ... كأنه غني ثري .
أما المعني الغامض فقد يكون ذا معني صغير، لكنه غامض غير مفهوم - والغموض يعيب الشعر ويقلل من قيمته ، لأن هناك بعض الشعراء يتعب نفسه في التعبير عن معني من المعاني مستخدما كل السبل ، ثم يأتي المعني غير واضح ولا مفهوم مقصده .
كما حدث في قول الأعشى :

إذا كان هادي الفتي في البلاد
صدر القناة أطاع الأميرا
كلمات واضحة ، لكن المعني مستغلق غير مفهوم مقصده .
أما عمق المعني فهو المعني القوي الذي يشعرك بقدرة الشاعر الفنية وعبقريته .
أما السطحية فهي تعني القريب المتداول - الذي تكشف عنه الكلمات لمجرد القراءة الأولي ... لا أثر للفنية الشعرية فيه .

مصادر عمق المعني :
يأتي المعني عميقاً ، مشعراً بالامتلاء الفكري والعاطفي ، وذلك من عدة موارد :
أ - الموهبة الشعرية - وهي ملكة يتفاوت فيها الشعراء - لأن لكل منهم قدرة عقلية ، وملكة ذهنية غير الأخر .
ب - الثقافة المتنوعة . فكلما كانت ثقافة الشاعر أرحب وأكثر تنوعا ، وأعمق تأثيرا جاءت معانيه انعكاساً لهذا الثراء الثقافي .
ومن المعاني الكبري العميقة :
قال المتنبي يمدح على بن أحمد بن عامر الأنطاكي :

أطاعن خيلا من فوارسها الدهر
وحيداً ، وما قولي كذا ومعي الصبر
وأشجع مني كل يوم سلامتي
وما ثبتت إلا وفي نفسها أمر
تمرست بالآفات حتي تركتها
تقول أمات الموت أم ذعر الذعر
وقوله المعروف :

أنا الذي نظرا لأعمي إلي أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
الخيل والليل ، والبيداء ، تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والكلم
في البيت الأول قدرة شعره على تغيير قدرات السامعين - وفي البيت الثاني فخر بسبع صفات - تكفي شاعرا غيره أن يجعلها في قصيدة كاملة - لكنه جاء بها كلها في بيت واحد .
وتعتبر معاني الحكمة من العمق الواضح - لأنها نتيجة تجارب إنسانية كبيرة وتأتي مع ذلك في عبارة موجزة - وتبقي على العصور صالحة لكل زمان ومكان - وعرف المتنبي بشاعر الحكمة لكثرة ورودها صادقة متمكنة في شعره : قال :

1- إذا غامرت في شرق مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم
2- على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
3- الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس حرة
بلغت من العلياء كل مكان
ولربما طعن الفتي أقرانه
بالرأي قبل تطاعن الأقران
4- ومن يجعل المعروف من دون عرضه
يفره ، ومن لا يتق الشتم يشتم
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه
يهدم ، ومن لا يظلم الناس يظلم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله
على أهله يستغني عنه ويذمم
ومن يعمل المعروف في غير أهله
يكن حمده ذما عليه ويندم
وهي كلها معاني عميقة - تحمل تجارب إنسانية معبرة عن ما تركز في عقل الشاعر وخواطره من خلاصة هذه ( التجارب العميقة فانطلق يعبر عنها بهذه المعاني العميقة )


 
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

Copyright MyCorp © 2025