thesilentlover1 | التاريخ: الثلاثاء, 2012-03-27, 0:36 AM | رسالة # 1 |
 القائد العام
مجموعة: المدراء
رسائل: 312
حالة: Offline
| 5 - نموذج للدراسة من الأسلوب الأدبي ( شعر ) يقول أبو الطيب المتنبي في وصف الحمي التي أصيب بها في مصر : وزائرتــــي كــــــأن بهـــا حياء فليس تزور إلا في الظـلام بذلت لها المطــارف والحشايـــا فعافتها وباتت في عظـامي يضيق الجلـــد عن نفسي وعنها فتوسعــة بأنـــواع السقـــام
أراقب وقتهــــا من غيــر شوق مراقبـــة المشــوق المستهام ويصدق وعدها والصـــدق شر إذا ألقاك في الكــرب العظام . اجتعمت في أبيات المتنبي كل عناصر الأسلوب الأدبي، وخصائصه : 1 - الأفكار والمعاني : يصف الحمي وهي لا تأتيه إلا ليلا كالحبيبة التي تأتي في الظلام ، وأنها لشدة ما أصابته من سقام وذهاب بلحمه قد اتسع جلده ، فهو يراقب وقت مجيئها خوفا منها ، لا شوقاً إليها . وللأسف ، إنها صادقة الوعد لكنه صدق ضار ، فهي كمن أوعد بالانتقام ثم صدق في وعيده . 2 - العاطفة : تري عاطفة الضيق والتبرم بالألم ، تظهر من تعبيره عن ذلك في قوله ( باتت في عظامي - أنواع السقام - الكرب العظام ). 3 - الصور الخيالية : استخدام الصور الخيالية لإبراز مدي ما أصابه من ألم وسقام فصورها بالحبيبة التي تزور ليلا ، والكنابة في قوله ( باتت في عظامي ) كناية عن تمكن الحمي منه ، ( يضيق الجلد عن نفسي فتوسعه ) كناية عما أصابه من ضعف وهزال ، فذوي جسمه حتي صار جلده متسعاً من قلة لحمه . وقوله ( مراقبة المشوق المستهام ) تشبيه لانتظار الحمي لكن بلا شوق . 4 - الصياغة : المتنبي صاحب السبك اللغوي الفريد ، والأسلوب الذي لا يجاريَ ، استخدام أعمق المعاني معبراً عنها بأدق الكلمات والأساليب ، دون إطناب أو إيجار ، وهو إلي الإيجاز ( إيجاز القصر ) أميل . مع قلة المحسنات البديعية ، فهو في غير حاجة لذلك أبدا .
* خصائص الأسلوب الأدبي في الأبيات : 1. عبر عن عاطفته وحده ، ومعاناته لمرض الحمي . 2. استخدام الصور الخيالية المصورة بدقة . 3. تحدث عن الحمي كما يشعر بها لاكما يصفها الطبيب . 4. دقة استخدام الكلمات ومتانة هندسة الأساليب . 5. أسلوبه خبري - للضيق والشكوى من هذا المرض الكريه . 6. خلوه من المصطلحات العلمية أو الطبية ، مع أنه يتحدث عن الحمي . 7. لأبياته تأثير قوي في نفوسنا ونحن نطالعها - إذ نشعر بوطأة المرض عليه . .
3 - الأسلوب العلمي المتأدب إذا كان الأسلوب العلمي محدد المعاني ، خاليا من العاطفة والخيال والبلاغة لأن هدفه الإفهام والإقناع . وإذا كان الأسلوب الأدبي حافلا بالعاطفة محشوا بالخيال ، قائماً على الأساليب الفنية البلاغية لأنه يهدف إلي الإمتاع والتأثير - كما في الأمثلة السابقة - فإن هناك أسلوباً يجمع بين الحسنيين - يجمع بين أهداف الأسلوب العلمي في عرض الحقائق العلمية ويقصد إلي الإفهام والإقناع ، ويجمع بين بعض سمات وجماليات الأسلوب الأدبي - هذا الأسلوب يسمي " الأسلوب العلمي المتأدب - وهو المتمثل في النصوص العلمية التي تكتسب قيمة أدبية من طريقة عرضها - وعلى رأس هذا النوع كتب التاريخ وكتب الرحلات . فمن مؤلفيها من يمتعون القارئ بطريقتهم في سرد الأحداث ، ووصف المناظر ، وتقديم الشخصيات ، وتحليل الدوافع الإنسانية . حتى لتحسب أنك تقرأ قصة خيالية لاعرضا علمياً . إنه أسلوب يقدم لنا الحقائق العلمية في أسلوب يقربها إلينا وتخفيف جفافها باستخدام الأسلوب الأدبي الجميل .
1 - أركان الأسلوب العلمي المتأدب : 1. الأفكار والمعاني . 2. الصياغة 3. بعض جماليات الأسلوب الأدبي
2 - نموذج للأسلوب العلمي المتأدب : من مقال لوظيفة الكبد للدكتور / خالص جلبي قال : " الكبد سد كبير أمام نفوذ أي سم إلي البدن ، ما لم يتغلب على الخلايا الكبدية ويدمرها ، وبذلك تكون خلايا الكبد الحارس الأمين للبدن فلا يسمح بأن يتأذي حتى يكون العطب قد استولي على خلايا الكبد بالذات فهل بعد هذا الفداء والتضحية من تضحية ؟ إن جملة من طرائق الكبد في التخلص من السموم ، ما هو بسيط في ضرب الحصار حوله ، أو إتلافه وإيثاقه ، كما في إيثاق المجرمين ، وعملية الأيثاق هنا هي المعروفة باتحاد السم مع حمض الكبريت ، أو حمض الفلوكورنيك . وبهذه الطريقة يمكن نقل هذه المادة السامة بأمان من خلال المصرف العام أي : القناة الصفراوية ، حيث تطرح في الأمعاء مرة أخري لتلقي خارج الجسم . المتأمل لهذه الفقرة العلمية التي تشرح بطريقة علمية وظيفة الكبد وأهميته في حياة الإنسان ، يري أنه قد شرح هذه الحقائق العلمية من تركيبات الخلايا ، والأحماض ، ودورات الدم ، والقناة الصفراوية - وكلها مصطلحات علمية جافة - إلا على المتخصصين في مجالها . نري الكاتب هنا قد صاغ هذه الحقائق العلمية بأسلوب ملتزم بالحقائق العلمية لكن مع تخفيف الجفاف العلمي ، والتفسير الطبي - فاستخدم ألفاظا لاجفاف فيها . ( الحارس الأمين - الفداء - التضحية - ضرب الحصار حوله ، المصرف العام) . ومع احتفاظه بسلامة الحقائق العلمية فإنه قد قربها إلي الأذهان ووضحها بالصور الخيالية ، مثل : * الكبد سد كبير أمام نفوذ أي سم إلي البدن = تشبيه بليغ * كما في إيثاق المجرمين = تشبيه . * المصرف العام = استعارة تصريحية . من هنا وجدنا أن هذه الفقرة تجمع بين موضوع وأهداف الأسلوب العملي ، وبين بعض سهولة ووضوح وخيال الأسلوب الأدبي ، فحق أن يسمي هذا الأسلوب العملي المتأدب . لأنه خليط من خصائص الأسلوب العلمي ومن خصائص الأسلوب الأدبي .
|
|
| |