thesilentlover1 | التاريخ: الأحد, 2012-04-01, 0:28 AM | رسالة # 1 |
 القائد العام
مجموعة: المدراء
رسائل: 312
حالة: Offline
| بحـر المضارع أولا : سبب التسمية : حين سئل الخليل بن أحمد كما يروى ابن رشيق فى كتابه "العمدة" عن سبب مسمى هذا البحر بالمضارع، فقال: "لأنه ضارع المقتضب"، أى شابه، والمضارعة للشئ كما ورد فى لسان العرب أن يضارعه كأنه مثله أو شبهه. وورد فى لسان العرب تعليل غير التعليل الذى ساقه الخليل، حيث ينقل ابن منظور عن الأزهرى قوله: "والنحويون يقولون للفعل المستقبل مضارع لمشاكلته الأسماء فيما يلحقه من الإعراب؛ والمضارع من الأفعال : ما أشبه الأسماء وهو الفعل الآتى والحاضر. والمضارع فى العروض مفاعيل فاع لاتن مفاعيل فاع لاتن وسمى بذلك لأنه ضارع (المجتث) أى شابهه. ثانيا : أجزاؤه وموقف النقاد من موسيقاه : مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن ونظرا لندرة النماذج الشعرية التى وردت فى القالب النغمى لهذا البحر ولم ترد إلا مجزوئة فإن صورة هذا البحر تتشكل فى القالب كالآتى: مفاعيل فاع لاتن مفاعيل فاع لاتن ومثال ذلك قول الشاعر: فنفسى لها حـنين وقلبى له إنكـار مفاعيل فاع لاتن مفاعيلن فاع لاتن ويلاحظ أن "فاع لاتن" هنا مركبة من وتد مفروق (فاع) وسببين خفيفين (لا، تن)، ولا يجوز أن يدخلهما الخبن ، أى لا يجوز حذف الحرف الثانى فلا تقول "فـع لا تن" بخلاف "فاعلاتن"؛ فإنه يجوز فيها "الخبن" فتصير "فعلاتن". وحازم القرطاجنى يرفض هذا البحر رفضا قاطعا؛ حيث يقول: "فأما المضارع ففيه كل قبيح، ولا ينبغى أن يعد من أوزان العرب، وإنما وضع قياسا وهو قياس فاسد لأنه فى الوضع المتنافر" ويذهب "القرطاجنى" إلى أن الأوزان التى ثبت وضعها عن العرب أربعة عشر وزنا وهى: (الطويل - والبسيط - والمديد - والوافر - والكامل - والرجز - والرمل - والهزج - المنسرح -والخفيف - والسريع - والمتقارب - والمقتضب والمجتث ) وإن كان المقتضب والمجتث ليس لهما تلك الشهرة فى كلامهم . فـأما الوزن الذى سموه المضارع ، فما أرى أن شيئا من الاختلاف على العرب أحق بالتكذيب والرد منه ، لأن طباع العرب كانت أفضل من أن يكون هذا الوزن من نتاجها ، وما أراه أنتجه إلا "شعبة بن برسام" خطرت صورته على فكر من وضعه قياسا، فياليته لم يضعه، ولم يدنس أوزان العرب بذكره معها، فإنه أسخف وزن سمع فلا سبيل إلى قبوله، ولا العمل عليه أصلا" وعلى الرغم من هذا الموقف الرافض للبحر "المضارع" من حازم القرطاجنى ، فإن الجوهرى صاحب المعجم اللغوى الجامع "تاج اللغة وصحاح العربية" والذى عاش فى القرن الرابع الهجرى؛ العاشر الميلادى قد فصل القول فى كتابه "عروض الورقة" عن "البحر المضارع" وأتى بأشكال كثيرة وفى ذلك دلالة على وجود هذا البحر .. مهما ندرت أمثلته، وحازم القرطاجنى عاش فى القرن السابع الهجرى ، أى بعد الجوهرى بثلاثة قرون ، فرفضه لهذا البحر لا يصبح قاعدة نلتزم بها لأن "الجوهرى" عالم ثقة ثبت، ومذهبه يعتد به فى الاحتجاج والتقعيد. وقد جاء تحليل الجوهرى للمضارع على هذا النحو: أجزاء المضارع: مربع قديم لا غيـر، أى يتكون من أربع تفاعيل: مفاعيلن فاع لاتن مفاعلن فاع لاتن وبيته الذى لا زحاف فيه : بنو سعد خير قوم لجارات أو لعان ويعلق الجوهرى على هذا الشكل من أشكال المضارع بقوله: "وهذا محدث، ولم يجئ عن العرب فيه بيت صحيح ، أى أن هذا الشكل محدث... ومعنى ذلك أنه يجوز أن ينظم الشعراء قصائدهم على هذا القالب بدون أى زحافات " مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن فاع لاتن ويلاحظ أن الجوهرى يخالف الخليل فى شكل التفعيلة الثانية والرابعة فهى فى مذهبه (فاعلاتن) مكونة من سبب خفيف فوتد مجموع فسبب خفيف ( /5 - / - /5 - /5 ) أما عند الخليل والأخفش فهتى تتكون من وتد مفروق فسببين خفيفين ( /5/ - /5/5 ) فاع لاتن. وبناء على هذا التخالف فى شكل التفعيلة يقول " الجوهرى " وزحاف المضارع "خمسة": (القبض - الكف - الخرْم - الشتر - الخبن) وهذه الزحافات تدخل كلها فى مفاعيلن " على هذا النحو: أ- فيجوز فيها "الكف" وهو حذف السابع الساكن فى مفاعيلن فتصير مفاعيل. ومثال ذلك قول القائل : دعانى إلى سعاد دواعى هوى سعاد وتقطيعه هكذا: دعانى إلى سعادى دواعى هوى سعادى مفاعيل فاعلاتن مفاعيل فاعلاتن ب- يجوز فى (مفاعيلن) القبض فتصير "مفاعلن"، حيث يحذف الخامس الساكن. جـ- ويجوز فى عروضه "الكف" حيث يحذف السابع الساكن من فاعلاتن فتصير "فاعلات"؛ ومن ذلك قول القائل: وقد رايت الرجال فما أرى مثل زيد مفاعلن فاعلات مفاعلن فاعلاتن ويقول الجوهرى: "وهذا يشبه المجتث" وهذا التشابه يعود بنا إلى صاحب لسان العرب ، حيث توصل إلى هذا التشابه حيث قال معللا تسمنة المضارع بهذا الاسم "لأنه ضارع المجتث" أى شابهه . د- ويجوز فى أول جزأيه "الخرم" و"الكف"، فتصبح "مفاعيلن" فى أول الشطرين "فاعيل" وتنقل إلى مفعول حيث حذف أول الوتد المجموع من أول التفعيلة .. وهذا هو "الخرم" فتحذف الميم من أول تفعيلة "مفاعيلن" ويحذف السابع الساكن وهو (الكف)، ومثال ذلك قول القال: قلنا لهم وقالوا كل له مقـال مفعول فاعلاتن مفعول فاعلاتن ويطلق الجوهرى على اجتماع الزحافين (الخرم) و (الكف) لقب (الأخرب) هـ: ويجوز فى أول جزأيه "الخرم والقبض" فيبقى "فاعلن"، فسمى الأشتر وبيته أى مثاله: سوف أهدى لسلمى ثناء على ثناء فاعلن فاعـلاتن فاعلن فاعلاتن ويجوز فى أول جزئيه " القبض والكف .. حيث تصير مفاعيلن (فاعل) ومثاله: أشاقَكَ طيف مامَهْ بمكة أم حمامـة مفاعل فاعلاتن مفاعل فاعلاتن وعن الصورة السابقة يقول الجوهرى: وهذا يشبه مربع الوافر، وكان الخليل يوجب فيه مراقبة يائها ونونها، فإما أن يكف فيكون مفاعيل ت أو يقبض فيكون مفاعلن، ولا يثبت الساكنان معا..ولا يسقطان معا. ز: ويجوز خبن "فاعلاتن" لمعاقبة ما قبله .. وبيته : إذا ضيف طرقونا فديناهم بجفنان مفاعيلن فعلاتن مفاعيلن فعلاتن ولا شك أن هذه الزحافات الكثيرة جعلت الشكال الموسيقيةلهذا البحر تتعدد ووتتنوع .. حيث يتسع المجال أمام الشعراء للنظم فى هذا القالب الايقاعى ... فالشكل التام فى هذا البحر " مفاعيلن فاعلاتن زز مفاعيلن فاعلاتن " مقبول ذوقيا وإيقاعيا . وذلك الصورة المأثورة التى اتفق عليها أغلب علماء العروض وهى مفاعيل فاعلاتن مفاعيل فاعلاتن والصورة النغمية التى تقترب من مربع الوافر تعد نغما قصيرا راقصا يصلح لأناشيد الأطفال .. وأغانى الترقيص .. ويمكن أن يصاغ وزنه فى هذا القالب. مفاعلين فعولن مفاعلتن فعولن والشكل الذى اطلق عليه الجوهرى الأخرب حيث يجتمع الخرم والكف أول الشطرين " يمكن أن يصاغ على وزن قريب جديد هو: مستفعلن فعولن مستفعلن فعولن قلنا لهم وقالوا كل له مقال هذه التنويعات الموسيقية تعد مظهر ثراء إيقاعى وتفتح المنافذ الايقاعية للعراء رغبة فى التجديد ... ومواصلة الابداع والعطاء فى ساحة الشعر الرحبة ، فالشعر فن العربية الأول .. وهو كان .. ومازال وسيظل " ديوان العرب".
|
|
| |