the silent lover

 

مرحبا بك اخى الزائر فى (منتدى العاشق الصامت ) نتمنى لم مشاركة طيبة تفيد منها وتستفيد فى موقعنا المميز ولا تنسى الاقـــــصى


[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى العاشق الصامت » القسم العلمى » كتب التاريخ » عمارة الرباطات في بلاد المغرب (تاريخ)
عمارة الرباطات في بلاد المغرب
thesilentlover1التاريخ: الإثنين, 2011-11-21, 4:08 PM | رسالة # 1
القائد العام
مجموعة: المدراء
رسائل: 312
جوائز: 0
حالة: Offline
عمارة الرباطات في بلاد المغرب: رباط المنستير نموذجاً (1)

- تمهيد:
لقد شكلت الرباطات مظهراً أساسياً من مظاهر التطور الحضاري والعمراني لدار الإسلام في العصور الوسطى، واقترنت نشأتها في بلاد المغرب بعصر الفتوحات، ثم تطورت باعتبار أن هذه البلاد كانت أرض جهاد ومرابطة ومثاغرة.
والرباط هو عبارة عن ثكنة عسكرية محصنة، يقيم فيها أولئك الذين حبسوا حياتهم على الجهاد في سبيل الله، وهو أيضا مدرسة يؤمها العلماء، يدرسون العلم احتساباً لله تعالى وللجهاد في سبيله.
ولقد كانت السواحل التونسية أكثر تعرّضاً للغارات البيزنطية المفاجئة نظراً لقربها من أرض العدوّ، ممّا ألحق أضراراً جسيمة بسكان المناطق الساحلية، واستلزم بالتالي وجود سلسلة من المحارس والأربطة على الحدود لمراقبة تحركات العدوّ وحراسة مناطق الثغور ودفع الشرور عنها، ولعلّ أشهرها رباط المنستير الذي يعدّ من أقدم وأهم البناءات الدفاعية التي خطّطت أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد، فكان إنشاؤه نقطة تحول جذري في مجال العمارة الإسلامية.
1-مصطلح "منستير":
المنستير: لفظة شائعة الاستعمال في اللغة الإغريقية Monasterion ثم اللاتينية Monasterium، كانت تطلق على المؤسسة النصرانية التي يؤمها الرهبان، والتي تسمى بالعربية: الدير[1]، قال الشهاب الخفاجي: المنستير «لفظ رومي معناه عندهم خانقاه للرهبان على الطريق ينزل فيه أبناء السبيل»[2]، وهو ما يؤيده مخلوف الذي يذهب إلى أن «بالقرب من القصر –(قصر المنستير)- شرقيه جزيرة منحوت بها بيوت كانت قبل الفتح الإسلامي مقر الرهبان والمنقطعين للعبادة فيه، وبالقرب منه بالقراعية داموس منحوت في جبل على شاطئ البحر يعرف الآن بالكحيلة كان أيضا مقرا للرهبان، وقيل كان مقرا في المصيف لبعض أمراء الرومان»[3]. لذلك فنحن لا نستبعد وجود دير مسيحي قديم بالمنستير، لكنه لم يوجد بالضرورة في موضع قصر الرباط، وما من شك أن المسلمين لم يجدوا من هذا الدير شيئاً ذا بال غير الاسم الذي أعطي للموقع، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار تدهور الحياة العمرانية في أواخر العهد البيزنطي[4]. وقد أثبتت الأسبار التي قام بها المهندس الفرنسي ليزين في أسس الرباط، أن المعلم أقيم على أرض بكر عكس نظيره رباط سوسة[5]. ويذهب حسن حسني عبدالوهاب إلى أن العرب أطلقوا لفظة «منستير» على الوحدة المعمارية المشتركة بين الحصن والدّير التي ظهرت في القرن الثاني للهجرة (8م) وقبل استعمال كلمة «رباط» في مدلولها العربي الخاص، وأنهم أخذوها عن البيزنطيين الذين كانت لهم منشآت كبيرة على النحو المشترك بين الأديرة والحصون الحربية، وهو لذلك لا يستبعد أن تكون لفظة «منستير» شائعة الاستعمال في المشرق العربي خاصة بسواحل سوريا وفلسطين[6]. إلا أننا نجد أن هذا اللفظ لا يطلق إلا على بعض المواضع في الغرب الإسلامي وخاصة بإفريقية. حيث يذكر ياقوت الحموي في هذا السياق أن اسم المنستير كان يطلق على ثلاثة مواضع:
-المنستير: وهو موضع بين المهدية وسوسة من أرض إفريقية، بينه وبين كلّ واحدة منهما مرحلة، وهو مَعْبدٌ يجتمع فيه الزُهّاد والمنقطعون للعبادة، وفيه عدة قصور مبنية كالدايرة في وسطه رحْبة وعلى الجميع سور واحد، وأهل إفريقية يحسنون مراعاة سكّانه بالبرّ ويُمدّونهم بالقوت والكفاية، وبه قبور بعض بني المتلقب بالمهدي جدّ ملوك مصر[7].
-منستير عثمان: موضع آخر بإفريقية، بيْنه وبيْن القيروان ستة مراحل، وبينه وبيْن باجة ثلاثة مراحل، وهو بلد فيه جامع وفنادق كثيرة وأسواق وحمّامات، وبئر لا تنزف، وقصر للأول مبني بالصخر كبير. وأهله قوم من قريش، ويقال إنّ أوّل من بناه الربيع بن سليمان عند دخوله إفريقية[8].
-منستير الأندلس: يقع في شرقيها بين لقنت (أليكانت الحالية) وقرطاجنة[9]. ويرجع تاريخ تأسيسه إلى سنة 333هـ/944م حسب نقيشة تذكارية محفوظة بالمتحف الأثري بمرسية، ثم العثور عليها سنة 1897م، وقد أشرف على بنائه بعض النازحين من إفريقية ممن كانوا في خدمة الدولة الأغلبية[10]. واستمرت الأبحاث وعمليات التنقيب حول هذا المعلم، حيث تمكن باحث الآثار الأليكانتي Rafael Azuar-Ruiz من اكتشاف ما يصل إلى اثنين وعشرين مسجداً صغيراً مجمّعة في أعلى الكثبات على الساحل بجوار مدينة كواردمار Guardamar الساحلية، على الضفة اليمنى الجنوبية، عند مصب نهر شقورة Ségura، أطلق عليها اسم رباط الخلافة[11].
ولا يفوتنا في هذا الصدد الإشارة إلى ما ذهب إليه الباحث الإسباني Mikelde Epalza في إحدى دراساته حول «منستير إفريقية ومنستير شرق الأندلس» من أن لفظ «المنستير» ليس اسم مكان من أصل يُوناني-لاتيني، بقدر ما هو اسم المؤسسة الإسلامية ذاتها التي انتشرت في الغرب الإسلامي انطلاقا من منستير إفريقية. وما عبارة «رباط المنستير» سوى تجميع إعلامي لمصطلحين عربيين يعنيان حقيقة واحدة في عصور مختلفة: «المنستير» إلى حدود القرن 11م، و«الرباط» انطلاقاًَ من القرن 11م، واستند في ذلك إلى وجود «منستير شرق الأندلس»[12].
وبالإضافة إلى هذه المواضع الثلاث التي ذكرها ياقوت الحموي، نجد صاحب الاستبصار يذهب إلى أن «النصف الثاني من غابة قفصة يسقى من عين عظيمة خارج المدينة تسمى «عين المنستير»، وهي عين كبيرة معينة عذبة يخرج منها نهر كبير. وهذه العين من أحسن ما يرى من العيون، وهي في جانب النهر المسمى بوادي بايش»[13]. كما أنه بالقرب من مدينة غار الملح التونسية توجد «عين المنستير» و«رأس المنستير» ما بين بلدتي سُونين ورفراف، وحسب الزركشي فإن هذه الأخيرة كان لها «محرس»[14].

[1]Asin (Jaime Oliver) : « Les Tunisiens en Espagne, à travers la toponymie », in : les Cahiers de Tunisie, Tome XVIII, N°69-70, 1er et 2ème trimestres 1970, p. 17
وزبيس (سليمان مصطفى)، المنستير: ماضيها ومعالمها التاريخية، الدار التونسية للنشر، تونس، د.ت، ص. 3.
[2] مخلوف (محمد بن محمد)، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، دار الكتاب العربي، بيروت، د.ت، القسم الثاني، ص. 189.
[3] نفسه، ج2، ص: 190.
[4]المرابط (رياض)، "إشكالية نشأة مدينة المنستير العربية"، مجلة الحياة الثقافية، السنة22، العدد83، مارس 1997م، ص:26.
وزبيس (سليمان مصطفى)، المنستير: ومعالمها التاريخية، م.س، ص: 3.
[5]Lézine (Alexandre), Le Ribat de Sousse suivi de notes sur le Ribat de Monastir, Direction des Antiquités et Arts en Tunisie, Notes et documents XIV, Imprimerie la Rapide, Tunis, 1956, p. 35
[6]عبدالوهاب (حسن حسني)، ورقات عن الحضارة العربية بإفريقية التونسية، جمع وإشراف: محمد العروسي المطوي، مكتبة المنار، تونس، 1972، القسم الثالث، ص: 403-404.
[7] الحموي (شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله )، كتاب المشترك وضعاً والمفترق صقعا، ط.2، عالم الكتب، بيروت، 1986، ص. 404
[8] نفسه، ص: 404-405.
والبكري (أبو عبيد)، كتاب المسالك والممالك، تحقيق وتقديم: أدريان فان ليُوفن وأندري فيري، الدار العربية للكتاب والمؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات: بيت الحكمة، تونس، ودار الغرب الإسلامي، بيروت، 1992، ص: 718.
[9] نفسه، ص: 405.
[10]Codera (Francisco) : « Inscription arabe de Guardamar », in : Boletin de la Real Academia de la Historia, Madrid, Tomo XXXI, 1897, p. 31-33
وحسب هذه النقيشة فإن الذي أمر ببنائه هو: أحمد بن بهلول بن بنت الواثق بالله، وهو أمير عباسي من أصل مشرقي، استقرت أسرته بالقيروان في خدمة الدولة الأغلبية.
[11]Azuar Ruiz (Rafael) : « Una Rábitacalifal en las dunas de Guardamar (Alicante) », Actas del I Congreso de Arquelogia Medieval Espanola, Tomo III : Andalusi, (coleccion actas9), Diputacion general de Aragon-Departamento de cultura y Educacion, Diputacion provincial de Zaragoza, Zaragoza, 1986, p :505-515
-Azuar Ruiz (Rafael) (éd), La Rábitacalifal de las dunas de Guardamar (Alicante). Cerámica, Epigrafia. Fauna. Malacofauna, Diputacion Provincial de Alicante, Alicante, 1989, p : 9, p : 13-17, p : 208-215
-Azuar Ruiz (Rafael) : « Una Rábita hispanomusulmana del siglo X (Guardamar del Segura, Alicante, Espana » in : Archéologie Islamique, N°1, 1990, p : 109-122
[12] De Epalza (Mikel) : « Al-Munastir d’Ifriqiya et Al-Munastir de xarq-Al-Andalus », in : Actes du VII colloque universitaire tuniso-espagnol sur : Le Patrimoine Andalous dans la culture arabe et espagnole, cahiers du C.E.R.E.S, Tunis, 1991, p :100-101
[13] مجهول، الاستبصار في عجائب الأمصار، نشر وتعليق: د. سعد زغلول عبدالحميد، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1985، ص. 152.
[14] الزركشي (أبو عبدالله محمد بن إبراهيم)، تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، تحقيق وتعليق: محمد ماضور، المكتبة العتيقة، تونس، 1966، ص. 116.
Gafsi Slama (Abdelhakim) : « Des autres al-Monastir en Tunisie ? », in : la Rabita en el Islam : Estudios Interdisciplinare, Actas de los congressos internacionals de Sant Carles de la Ràpita (1989-1997), Ajuntament de Sant Carles de la Ràpita, Universidad d’Alicante, Alicante, 2004, p : 296

تعرف مدينة المنستير بحصنها الكبير «رباط المنستير» وسورها الشامخ الذي يعود الى الفتح العربي لافريقيا، ويعتبر رباط المنستير اليوم اقدم حصن فى المغرب العربي وأحسنها حالة ويشرف برج المراقبة فيه الذي يبلغ علوه عشرين مترا على ساحة الرباط التي تحيط بها الحجرات من ثلاث جهات وفي قمة هذا البرج يبرز جمال كورنيش المنستير على أفضل صوره.

يشتمل رباط المنستير الذي يطلق عليه ايضا اسم القصر الكبير على اقدم نقيشة عربية عثر عليها فى شمال افريقية ترقى الى سنة 181 هجري . كما ان رباط ابن دؤيد بالمنستير يشتمل على نقيشة اخرى تضاهيها اهمية ترقى الى سنة 240 هجري.
الهندسة والمعمار
يتخذ الرباط شكل قلعة مدعمة بأبراج مستديرة وأخرى متعددة الأضلاع. تزين كنّة المدخل خمسة مشاك مسطحة منتهية بأقواس نصف دائرية يعتليها إفريز من الأشكال النباتية، وهو تنسيق زخرفي يميز الأسلوب الفاطمي الزيري. يتكون المدخل من بوابة منعرجة، تعلوها نقيشة حفصية كتبت بخط نسخي. وتؤدي البوابة إلى فناء يسمح بالولوج إلى الرباط الأصلي. يضم الداخل فناءً محاطا بأروقة تنفتح عليها الغرف. ويأوي الطابق الأول قاعة للصلاة تتألف من أسكوبين وسبع بلاطات، يتميز البلاط الأوسط بعرضه الكبير مقارنة مع البلاطات الأخرى.
توجد أمام هذا المجمع، من جهة الجنوب وعلى مستوى الطابق الأول، قاعة مؤلفة من سبعة بلاطات يقطعها أسكوبان؛ وهي مسقوفة بقبوات نصف أسطوانية، باستثناء البلاط الأوسط، الذى غطى نصفه الجنوبي بقبيبة كروية الشكل منخفضة ودون حنيات ركنية. تدل كل هذه المعطيات على تواجد قاعة للصلاة بالموضع تم سد محرابها، ويُذكّـِر شكلها المعماري بالرباط القديم الذي كان موجودا فى امتدادها. بنى هذا الجناح عام 355 هجري/ 966 ميلادي، وأشار إليه البكرى فى منتصف القرن 5 للهجرة.
استمرت أعمال التعديل عام 1115 هجري/1704 ميلادي حيث تم تدعيم البناء بأبراج متعددة الأضلاع فى الزاويتين الجنوبية - الشرقية والشمالية - الغربية، وبرج مستدير في الزاوية الشمالية - الشرقية، وهي منشآت تمكن من استقبال مدفعية تبعاً لتطور التقنيات الحربية. كما تمت إضافة أبراج أخرى، وبالأخص البريجات البارزة، إبّان أعمال التجديد التى أمر بها حسين باي بين عامي 1238-1250 هجري/ 1823-1835ميلادي.
توسعة واضافات
تمّ توسيع رباط المنستير من الجانب الشمالي خلال عهد الأغالبة، ومن الجانب الجنوبي خلال العهد الفاطمي عام 355 هجري/966 ميلادي.
أما الأعمال التي أنجزت خلال الفترة الحفصية والتي تسجلها نقيشة تذكارية مؤرخة عام 828 هجري/1424 ميلادي، فإنها قد وسعت مساحة القلعة إلى 4200 متر مربع. وقد أضيفت بين القرنين 11 و 13 الهجريين/ 17 و 19 الميلاديين مجموعة من التدعيمات والأبراج والبريجات البارزة المتعددة الأضلاع والمستديرة ، بهدف استيعاب قطع المدفعية.
وقد كان الرباط في البداية قبل التعديل رباعيّ الأضلاع، متألّفا من أربعة مبان تفتح على صحنين داخليّين وبالإضافة إلى الحجرات الصغيرة المخصّصة للمجاهدين المتعبّدين الذين كانوا يضطلعون بوظائفهم العسكريّة ويعكفون فى نفس الوقت على الصلاة والتأمل، يحتوي الرباط على مسجدين، يأوي أوسعهما اليوم مجموعة فريدة من لوازم العبادة والصناعات التقليديّة فى العهد الوسيط.
ويمكن الصعود في مدرج حلزونى الشكل، به حوالي مائة درجة، للوصول إلى برج المراقبة الذى كان يتمّ منه تبادل الإشارات الضوئية، فى الليل، مع أبراج الرباط المجاورة، والذي يتيح للزائر التمتّع بمشهد رائع على مدينة المنستير وشاطئها.

[hide]
[/color]


 
منتدى العاشق الصامت » القسم العلمى » كتب التاريخ » عمارة الرباطات في بلاد المغرب (تاريخ)
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

Copyright MyCorp © 2024