the silent lover

 

مرحبا بك اخى الزائر فى (منتدى العاشق الصامت ) نتمنى لم مشاركة طيبة تفيد منها وتستفيد فى موقعنا المميز ولا تنسى الاقـــــصى


[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
موجز البلاغه 3
thesilentlover1التاريخ: الأحد, 2012-04-01, 0:44 AM | رسالة # 1
القائد العام
مجموعة: المدراء
رسائل: 312
جوائز: 0
حالة: Offline

الإيجاز والإطناب والمساواة
الأصل في الكلام أن يكون تأدية للمعاني بألفاظ على مقدارها أي بأن يكون لكل معنى قصده المتكلم لفظ يدل عليه ظاهر أو مقدر() وتسمى دلالة الكلام بهاته الكيفية مساواةً لأن الألفاظ كانت مساوية للمدلولات فإذا نقصت الألفاظ عن عدد المعاني مع إيفائها بجميع تلك المعاني فذلك الإيجاز مثل الحذف لما شانه أن يذكر في كلامهم إذا قامت القرينة ومثل توخي لفظ يدل على مجموع معان إذا كانت الغالب في الكلام إذا قامت القرينة ومثل توخي لفظ يدل على مجموع معان إذا كانت الغالب في الكلام الدلالة على تلك المعاني بعدة ألفاظ، فقول بشار:

من راقب الناس لم يظفر بحاجته
وفاز بالطيبات الفاتك اللهج

مساواةٌ، وقول سَلَم

من راقب الناس مات كمداً
وفاز باللذة الجسور

إيجاز، وإذا زادت الألفاظ على عدد المعاني مع عدم زيارة المعاني فذلك الإطناب مثل التوكيد اللفظي والتكرير وذكر الخاص بعد العام والتفسير نحو ((أن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً)) إلخ، ومثل قوله:

الألمعي الذي يظن بك الظنـ
ـن كأن قد رأى وقد سمعا

ومبنى كلام العرب على الإيجاز ما وجدوا إليه سبيلاً لأن الأمة العربية أمة ذكية فابتنى كلامها على مراعاة سبق إفهامها() فقول المبرد في كامله ((من كلام العرب الإيجاز المفهم والإطناب المفخم)) تنويع للكلام لا قصد للتساوي بينهما، وكلها تجري على حسب مقتضي الحال.
أما المساواة فنحو قوله تعالى ((ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)) والإيجاز يكون إيجاز حذف وإيجاز اختصار أو قصر (بكسر القاف وفتح الصاد) فإيجاز الحذف كحذف المسند إليه والمسند والمفعول والتحذير والإغراء، وحذف المفعول أكثر أنواع الحذف في الإيجاز نحو قد كان منك ما يسوء أي كلّ احد نحو ((والله يدعو إلى دار السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)) وحذف المضاف نحو ((واسأل القرية)) وحذف الصفة نحو ((فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة)) أي صالحة، وحذف الجملة أو الجمل التي يدل عليها السياق نحو ((أن اضرب بعضاك الحجر فانفلق)) أي فضرب ونحو ((فأرسلون يوف أيها الصديق))، أي فأرسلوه فقال وكثير من أمثال العرب يشتمل على إيجاز لحذف.
وإيجاز الاختصار أداء المعاني بألفاظ أقل منها عدداً دون حذف بل بتوخي ما يفيد من الألفاظ عدة معان نحو قولهم في المثل ((القتل أنفى للقتل)) وقوله تعالى: ((ولكم في القصاص حياة)) وقوله في الحديث ((ليكن ثوبك إلى الكعبين فإنه أنقى وأبقى)) وقول المعري: ((أولو الفضل في أوطانهم غرباء)) أراد أن يقول إنهم مخالفون لأحوال عامة الناس كما بينه في بقية البيتين().
وكثير من أمثال العرب يشتمل على إيجاز الاختصار وكذلك حكم الحكماء، وأما الإطناب فبالتكرير في مقام التهويل نحو ((ويل يومئذ للمكذبين)) في سورة المرسلات ونحو ((قربا مربط النعامة مني)) في قصيدة الحرث بن عباد من إبطال حرب البسوس، وكنحو ذلك.
واعلم أن الإطناب والإيجاز قد يطلقان على التوسع في الغرض المسوق له الكلام والاقتصاد فيه فيعد من الإطناب الإتيان بالجملة المعترضة أو كثرة البيان والإيضاح، ومن الإيجاز ترك المقدمات في الخطب لضيق المقام ونحوه() وتعلق هذا النوع بفن البلاغة ضعيف بل هو من مباحث صناعة الإنشاء().
فن البيان
هو علم به يعرف البليغ كيفية إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة على حسب مقتضى الحال فتلك الطرق هي: الحقيقة، والمجاز، والتشبيه، والتصريح، والكناية.

التشبيه
هو من الحقيقة ولكنه لكثرة وروده في كلام البلغاء وشدة عنايتهم به منذ حفظ الشعر العربي استحق التخصيص بالتبويب واستحق التقديم على المجاز لتوقف بعض أنواع المجاز عليه.فالتشبيه الدلالة الصريحة على إلحاق شيء بشيء في وصف اشتهر فيه الملحق به تقريبا لكمال الوصف المراد التعبير عنه كقولك هذا الفرس كالطائر في سرعة المشي() والمراد بالصريحة ما كانت بلفظ دال على ألا لحاق ملفوظ أو مقدر.وخرج به الاستعارة والتجريد.
وأركانه أربعة: طرفاه: وهما المشبه والمشبه به ووجهه: وهو ما يشترك فيه الطرفان. وأدواته: وهي ما يدل على الإلحاق. أما الطرفان فقد يكونان حسيين وهو الغالب. وقد يكونان عقليين كتشبيه العلم بالنور والسيوف بأنياب الأغوال. وأما وجه الشبه فهو ما يتوهمه المتكلم وصفا جامعا سواء كان ثابتا في نفس الأمر كالشجاعة في الأسد أم كان ثابتا في العرف كتشبيه العجوز بالسّعلاة وتشبيه المعاقب على ذنب غيره بسبابة المتندم حين يعضها في قول ابن شرف القيرواني ( المتوفى سنة 490)

غيري جنى وأنا المعاقب فيكم
فكأنني سبابة المتندم

أم كان ثابتا في الوهم والخيال كتشبيه النجوم في الظلام بالسنن في خلال الابتداع في قول القاضي التنوخي (المتوفى سنة 342)

وكأن النجوم بين دجاها
سنن لاح بينهن ابتداع

والأكثر حذفه في الكلام وقد يذكر لخفائه.
وأداته الكاف. وكأن. ومثل. وشبه. ومثل. ونحوها وهي إما ظاهرة نحو كالبحر وكلامه كالدر. أو مقدرة نحو هو أسد وقوله تعالى(( صم بكم عمي)) ويسمى بالتشبيه البليغ وليس باستعارة على أصح القولين.
وأعلم أن وجه الشبه إذا كان وصفا منتزعا من أمرين فأكثر سمي ذلك التشبيه تشبيه التمثيل سواء كان طرفاه مركبين كقول بشار

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا
وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه ()

أم كان أحدهما أو كلاهما مفردا كقول النابغة

لكلفتني ذنب امرئ وتركته
كذي العر يكوي غيره وهو واتع

فإنه شبه نفسه بالبعير المكوي لمرض غيره لأن ذلك هو المقصود كما شبه المرا بذي العر وكلا المشبهين مفرد والمشبه به الهيئة وتركب الطرفين معا يستلزم تركب وجه الشبه.
ويسمى بالتشبيه البليغ ما حذفت أداته فصار المشبه به خبرا عن المشبه نحو وجهك البدر
في قول:

وجهك البدر لا بل الشمس لو لم
تقض للشمس كسفة وأفول

أو صار حالا نحو والسماء بناء ومنه قول أبي الطيب:

بدت قمرا ومالت خوط بان
وفاحت عنبرا ورنت غزالا

أو مضافا إلى المشبه نحو تمر مر السحاب ونحو ذهب الأصيل ولجين الماء.
في قول شاعر لم يعرف:

والريح تعبث بالغصون وقد جرى
ذهب الأصيل على لجين الماء

وقد يعكس التشبيه إدعاء كقول محمد بن وهيب:

وبدا الصباح كأن غرته
وجه الخليفة حين يمتدح

وقد يحذف المشبه به فيكون التشبيه مكنيا ويشار إليه ببعض ما هو من خصائص المشبه به كقول النابغة

فبت كأن العائدات فرشن لي
هراسا به يعلى فراشي ويقشب

فالمشبه به هو المريض الذي يشتد ألمه بالليل وقد حذفه وأشار إليه بالعائدات لأن المقصود تشبيه نفسه لا تشبيه العوائد وإنما جاء بذكر فرشن لي زيادة في تهويل آلامه. وهذا النوع هو الذي تتفرع منه الاستعارة المكنية ولم يذكره المتقدمون.


 
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:

Copyright MyCorp © 2025